تاريخ الاردن
قبل خروج سيدنا موسى عليه السلام ببني اسرائيل من مصر بمئات السنين أي قبل ما يقارب أربعة الاف سنة كان في الأردن ثلاث ممالك هي مملكة العمونيين في عمان ومملكة المؤابيين في الكرك ومملكة الأدوميين في الطفيلة ,وللعلم فإن المؤابيين والعمونيين يرجع نسبهم إلى العرب الأموريين أما الأدوميين فيرجع نسبهم إلى العيص بن سيدنا اسحاق عليه السلام.
سيدنا موسى عليه السلام أنجاه الله وقومه من فرعون وتوجهوا الى سيناء وهم يريدون القدس ولكن بني اسرائيل تخاذلوا أمام العمالقة العرب فحولوا وجهتهم للذهاب الى القدس عن طريق الأردن ولكنهم مُنعوا أيضاً إلا أن سيدنا موسى عليه السلام تمكن من الوصول الى جبل نيبو قرب مدينة مادبا وتوفاه الله قبل دخوله القدس فأكمل المسيرة بعده سيدنا يوشع عليه السلام ودخل القدس وبقي بنو اسرائيل هناك.
في عهد سيدنا داوود عليه السلام عام 1000 ق.م تمكن من التغلب على جالوت ملك العمالقة العرب حسب قوله سبحانه وتعالى (وقتل داود جالوت) صدق الله العظيم. وبذا فقد مكنه الله جل وعلا من ضم الأردن وفلسطين وسوريا ولبنان الى ملكه وأصبح ملك بلاد الشام كلها وهكذا في عهد سيدنا سليمان عليه السلام ولكن بعد ذلك عادت الدويلات كما كانت واستقلت عن بعضها البعض وعاد حكم المؤابيين للكرك وكان من أشهر ملوكهم ميشع المؤابي وكذلك العمونيون في عمان والأدوميين في الطفيلة.
الأشورييون تمكنوا من دخول الادرن واحتلاله في عهد ملكهم سنحاريب عام 705 ق.م ثم البابليون حيث هزموا الأشورييين ودخلوا الأردن وسبا نبوخذ نصّر وهو السبي المعروف وقُتل منهم الكثير عام 586 ق.م وهذه الحملات كانت تأتي من العراق .وبعد ذلك انتصر الفرس على البابليين واحتلوا الأردن عام 531 ق.م ثم اليونانيين وطردوا الفرس وضموا الأردن لمملكتهم في عهد الاسكندر المقدوني عام 334 ق.م وتكونت مدن الديكابولس في شمال الأردن ومنها مدن ابيلا وهي اربد وجدارا -ام قيس وديون وهي سوف وفحل وجرش وبنوا قلعة ماخيروس(مكاور) وفيلادلفيا عمان وتولى الحكم بعد وفاة الاسكندر المقدوني بطليموس فحكم مصر والسلوقيون وحكموا سوريا.
في عام 60 ق.م دخل الرومان الأردن وقسموا الأردن الى ثلاثة أقسام وهي مدن الديكابولس في الشمال ومملكة بيريا في الوسط ومملكة الأنباط في الجنوب الذين أسسوا مملكتهم قبل الرومان وعاصمتهم البتراء وسيطروا على التجارة مع الشرق ووسعوا مملكتهم حتى امتد نفوذهم في الأردن وفلسطين وأجزاء من سوريا..لكن الامبراطور تراجان الروماني سيطر على الأنباط وطردهم عام 106م وهكذا بقي الرومان في بلاد الشام حتى مجيء الاسلام وحدوث غزوة مؤتة عام 629م ثم وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم عام 632م ثم أرسل الخليفة الراشد أبو بكر الصديق رضي الله عنه جيوشه لفتح بلاد الشام عام 634م وكان القائد الصحابي الجليل شرحبيل بن حسنة فاتح الأردن وطرد الروم منه لينعم بفيء الخلافة الاسلامية في عهد الخلفاء الراشدين فالأمويين فالعباسيين ثم أصبح الأردن تحت حكم الصليبيين عام 1107م الذين هزمهم الأيوبيون وطردهم من الأردن عام 1188م فالمماليك عام 1250م فالعثمانيين عام 1517م فالهاشميين عام 1920م وحتى وقتنا الحاضر ولله الحمد.
هذا مختصر سريع عن تاريخ الأردن مهد الحضارات منذ آلاف السنين والدول التي تعاقبت على حكمه ونشأت فيه مدن تاريخية يمتاز بها عن ما حوله من الأقطار فهذه مدن البتراء وأم قيس وأم الجمال وبيت راس وغيرها وهاهم الصحابة رضوان الله عليهم أحب الرجال الى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قد كرم الله الادرن بأضرحتهم زيد بن حارثة وجعفر بن ابي طالب وعبدالله بن رواحة وأبو عبيدة عامر بن الجراح ومعاذ بن جبل وضرار بن الأزور وغيرهم الكثير من صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام .
أما مقامات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فهي منتشرة في جميع أرجاء الأردن ومنها مقامات سيدنا نوح عليه السلام وسيدنا شعيب عليه السلام و سيدنا هارون عليو السلام وسيدنا هود عليه السلام وسيدنا سليمان عليه السلام وغيرهم عليهم أفضل الصلاة والتسليم.
هذا هو الأردن العريق في تاريخه وحضاراته ومدنه منذ آلاف السنين مقراً وليس ممراً ويحب أن يكون في مقدمة البلدان التاريخية وان يكون ذلك معلوماً لدى أبنائنا وبناتنا وشعبنا وأمتنا وفي جميع انحاء العالم .